عن الوطن و الوطنية …و الخائن …افتتاحية جريدة الحداثة
من يعرف تجربة حزب الحداثة يعرف انه يتعاطى السياسة من مداخل الأنسنة ،معرفيا و قيميا و حقوقيا ، يعرف ان فيها كما في كل حقول الحياة و الوجود لا يمكن ان توجد قيمة اسمى من حقوق الانسان ، و أن هذه الحقوق هي المعيار والوجهة الجوهرية التي تقاس بها كل القيم و يتعين بها الحق ومنها تتحدد جدوى الخلاصات وتتأسس المشاريع وتنطلق المسارات الصحيحة ، فسورية من خلال هذا المنظور و انشدادا اليه اصبحت وطنا لان السوري هو الذي استوطن أرضها فنقلها من كونها ارضا قاحلة باردة لا معنى ممكن لها ، من مجرد حقل ينتمي إلى الجغرافيا ، إلى وطن و ثقافة و مجال للحياة. الإنسان السوري على الحقيقة هو الذي منح سورية روحها وليس العكس أبدا .
و حزب الحداثة اذ ذاك لا يرى للوطن اي معنى إلا اذا كان يحقق حرية إنسانه ، يصون كرامته ،يحفظ له حقه في صناعة حياته بل وفي التفرد و الحضور و الخلق و الإبداع ايضا، و إلا سيكون غريبا مستلبا مسحوقا و مقموعا . و لا يمكن ان يفهم الحزب و الحال هذه الوطنية إلا في ذات الإطار ، حيث الوطني السوري هو ذاك الذي يعنى باعتبار الانسان و حقوقه ، حريته و تحققه و كرامته ..مغزى كل حياة اجتماعية ، كل موقف و سياسة في سورية . و كما هو أعلاه ، يؤكد حزب الحداثة أن السوري كل سوري ، عاش و منح الأرض الذي سكنها هويتها ، هذا السوري هو روح سورية وهويتها ،من يحترم حياته و حقوقه و يصون كرامته و يتبنى ذلك اسلوب تفاعل في المجتمع ..أسلوب حياة ، هو الوطني ، و الخائن تبعا لذلك هو الذي يسعى لخدش حقوق الإنسان السوري ، الذي يلتف عليها ينتهكها ،يحتقرها ،و يعمل و بكد وبكل جهده كي يكرس تسلطه وانتهاكه لارادة السوري ، مستمرا في تقديم مفاهيم زائفة عن الوطنية و الخيانة لمجتمعه يربطها دوما بالخضوع له و لقهريته ، فقط ليسهل هيمنته و تسلطه على بلده و مجتمعه ، هذا هو الخائن و ليس اي أحد آخر.
نعم و مجددا ، دائما و أبدا ، الخائن هو الذي لا يتورع عن استهداف اي من مكونات شعبه خدمة لمشروع أو رؤية ايديولوجية يؤمن بها ، و هو ذاته الذي يصر على اتهام من يرفضون الخضوع لاستبداده بالخيانة فقط لأنهم ينهضون و يحطمون صنمية معايير الحدود و الايديولوجيات التي لا تحترم حقوق الانسان ، لكي يدافعوا عن حق السوري الأساسي و الجذري بالحياة و الحرية و الكرامة .
مجلس الادارة السياسي
حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
في الحادي و الثلاثين من شهر يوليو تموز من عام ٢٠٢٥