افتتاحية عدد الأسبوع الاول من شهر حزيران من عام ٢٠٢٥ ….عن جدوى الديمقراطية في تحقيق الكرامة و علاقة ذلك بالثورة السورية .
لا تتحقق كرامة السوري بتوفير اسباب العيش الكريم المادية وحدها ، فذلك شرط لازم الا انه لا يكفي ابدا حتى يشعر بكرامته ويحس بتحققه ، الجانب المعنوي من الكرامة يتمثل في تمكن الانسان السوري من ادارة حياته بنفسه ، في تقرير مصيره الفردي و المساهمة في صنع مصير المجتمع بكليته ، انه كغيره من شعوب العالم ، يحمل سمة انتروبولوجية تنهض على كونه انسانا ،هذه السمة تتلخص في حاجته لان يكون حرا ، سيدا ، يعبر دون خوف ، يجسد ارادته دون ان يتعرض الى مخاطر تنال من وجوده ، كل ذلك لا يمكن ان يتوفر للسوريين دون ان تسود الديمقراطية بوصفها منظومة قيم اولا ، ثقافة مكتملة العناصر ، فذلك اساس مهم حتى يمكن ان يتبلور بشكل صحي و اوتوماتيكي نظام سياسي يعتمد على مشاركة المواطنين في صنع القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فالديمقراطية قيمة جوهرية في تحقيق نجاح الدول وتقدمها، إنها توفر بيئة ملائمة للتنمية الشاملة وأرضية صلبة الاستقرار السياسي. هي من توفر شرطا حاسما لبلورة هوية موضوعية صحية عندما تتيح للمواطنين المشاركة في صنع القرارات السياسية فيعزز الشعور بالمسؤولية ويولد الانتماء لديهم .
هناك استحالة موصوفة لضمان الحقوق والحريات الاساسية التي يحتاجها السوري حتى يشعر بنجاح ثورته من قبيل حرية التعبير وحرية التجمع وحرية الصحافة.دون ان تسود الديمقراطية بوصفها اداة ومنطق سياسي ،وشكل حكم ، وإطار للعلاقة بين السلطة و المجتمع . ودون الديمقراطية لا يمكن ان يتعزز الاستقرار السياسي الذي لا يحصل او يتحقق دون توافر آليات للتداول السلمي للسلطة وتسوية النزاعات السياسية. و دونها لا يمكن توفير بيئة تنمية اقتصادية ، ملائمة للاستثمار والابتكار والتنافس. و بالتأكيد لا تتعزز العدالة الاجتماعية الا من خلال تحقيق فرص متساوية للجميع عبر تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وذلك لن يتم عبر ترسيخ مسار وطني بضمن سيادة الديمقراطية و يؤمن ممارستها ،ناهيكم انها وحدها من تستطيع تقويض الفساد
وتعميق الثقة بالمؤسسات ،انها بتكثيف شديد الالية التي تضمن مراقبة طبقة السلطة وتتيح المشاركة السياسية و تضمن تحقيق التنمية الشاملة.ودونها في سورية لا يمكن الحديث عن اي تحقق راسخ لاهداف الثورة السورية ..لا يمكن ابدا
هيئة تحرير جريدة الحداثة
السابع من شهر حزيران يونيو ألفين و خمسة و عشرون