حول اعتذار الحزب عن المشاركة في تأسيس تحالف سياسي جديد في دمشق …افتتاحية العدد
شارك تنظيم حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية في مدينة دمشق باجتماع اولي حضره الزميل حسين بدران عضو هيئة القيادة في لجنة الادارة العامة عن مدينة دمشق ، غرضه تأسيس جبهة تحالف سياسي وطني سوري عريض يستطيع ان يشكل استجابة لاهم تحديات المرحلة المفصلية التي تمر بها البلاد ، و قدم الزميل ممثل الحزب في هذا اللقاء ملاحظاته على مسودة افكار وضعتها بعض القوى السياسية المشاركة لتكون الاساس النظري المشترك الذي يمكن ان تجتمع عليه قوى هذا الجسم . ورغم ان الحزب كان جادا في محاولة بناء علاقات ائتلافية جديدة تفيد في تجسيد مشروعه السياسي و تحويله من خلال مسارات اضافية ،الى واقع و حياة .الا ان الحزب اضطر لاحقا الى الاعتذار عن الاستمرار و المشاركة في جهود بناء هذه الجبهة /التحالف لاعتبارات يراها حاسمة و مهمة،اعتبارات كان قد بلورها اثناء تجربته الطويلة التي تجاوزت ربع قرن . وفي الوقت الذي قد يعتبر بعض الساسة ان مثل هذه الاعتبارات لا تشكل محددات سياسية كافية لاتخاذ موقفه هذا وانما شخصية بحتة ، يتعامل الحزب مع تلك الاعتبارات من منظور مختلف لا يتعاطى مع الاشخاص وما يخصهم على مستوى وضعهم الشخصي و حياتهم الخاصة ،و انما من خلال ما يمكن ان يمثلوه من مصداقية و امانة في تمثيلهم و حملهم للخطاب السياسي الذي يدافعون عنه ،ففي ظل الازمة المتعاظمة التي تعرضت لها الحياة الحزبية خلال المرحلة الاسدية ،وفي ظل التشوه و الزبائنية التي وسمت تجربة بعض الاحزاب التي ولدت محصلة لارادات مشوهة وموقف مفتعل و نفعي شخصي ضيق في مرحلة ما من عمر الثورة السورية ، لا يمكن ان تكون هناك ثمة ضمانات تجعل سلوك الاحزاب السياسية متسقا مع ما تعلنه من افكار و قيم تحتل متن خطاباتها السياسية النظري ، الا حواملها الاجتماعية ، و ادوار الاشخاص الافراد و الحال هذه خصوصا الفاعلون الرئيسيون فيها ،تتعدى الابعاد الشخصية لتكون في صميم الحالة الحزبية و التنظيمية و السياسية ، الامر الذي لا بد و سينعكس على ادائها و مسارات تفاعلاتها و فاعلياتها في تشكيل و بناء و انجاح مثل هذا التحالف / الجبهة ،و على ذلك ،وقياسا الى مناسبة تشكيل الجسم الائتلافي الذي دعي اليه الحزب ، يكفي ان يوجد مجرد شخص ما كممثل لطرف سياسي ،وهو معروف للحزب و بشكل موثق في كونه لا يمتلك المصداقية الكافية ولا الحد الادنى من الاخلاق الاولية التي تسمح له بممارسة العمل العام ، يكفي ذلك ان يحمل الحزب على الاعتذار وعدم الاستمرار في صناعة حالة تشوبها عوامل فشل تأسيسية تسهم في ضرب مصداقيته امام مجتمعه ، فوجود مثل هذا الفاعل السياسي الرئيسي في حالة هذا البناء بالنسبة للحزب يؤكد و يعمق وجود مؤشرات مبكرة بالغة الاهمية عن استحالة خلق مسار سياسي جاد و مناسب وذي كفاءة ومصداقية يتحقق من خلاله و بموجبه اهداف بناء مثل هذا الجسم الجبهوي الائتلافي ، و بالتأكيد هذه القراءة التي لا تقوم على المواقف الشخصية ولا تستند الى العواطف ، هي التي ادت بحزب الحداثة الى اتخاذه قرارا بالاعتذار عن المشاركة وليس اي اسباب اخرى ..
على ان حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية رغم ذلك يتمنى للقوى السياسية الاخرى كل النجاح و التوفيق سواء في تشكيل هذا المنتظم السياسي او في تحقيقها لاهدافه و تطلعاته .
مجلس الإدارة السياسي
حزب الحداثة و الديمقراطية لسوريا
٣١/٠٥/٢٠٢٥