عن تسريبات السفير فورد التي تخص الرئيس الشرع ..افتتاحية العدد
حتي لو صحت تسريبات السفير روبرت فورد التي ضجت بها الأخبار حول سورية في الساعات الماضية فإن ذلك لا يعني أبدا أن للمخابرات البريطانية او الأمريكية اي دور في إسقاط النظام او في ايصال الرئيس الشرع ليكون رجل مرحلة ما بعد الاسدية في سورية ، سقوط النظام من وجهة نظري و كما دللت عليه معطيات كثيرة كان ، اضافة الى توافر بيئة محلية وإقليمية مواتية خلفتها حرب غزة ، وبيئة دولية مرتبط بالانشغال الروسي في اوكرانيا وما احدثه فوز ترامب من تأثير على هذا الصراع ، حصيلة لارادة صلبة للشرع و هيئته ، أثمرت عن مراكمة جهود و تحضيرات كبيرة و نوعية ،أعقبهما إشعال مغامرة شجاعة و البدء بعملية عسكرية فاجأت بنتائجها روبرت فورد كما صرح هو بالذات و قبله السوريين و معهم العالم واستخبارات دوله المختلفة حين نجحت بالإطاحة بنظام بشار الاسد و فتحت الواقع السوري على آفاق جديدة. لا يعيب الرئيس السوري او يطعن به او يقلل من دوره في إسقاط الاسدية أن يكون قد شارك في مناسبات ادارتها و أشرفت عليها جمعيات غير حكومية لحل النزاعات مهما كانت جنسيتها تستهدف اعادة تأهيل المتطرفين الإسلاميين الذين يشكلون جزءا من معادلات القوة في الوضع السوري لكي يكونوا طرفا في مرحلة التحول السياسي التي كان يتطلع اليها المجتمع الدولي في إطار قرار ٢٢٥٤ ، بل علي العكس تماما ،هذا ربما بتقديري يزيد الأمل بامكانية واحتمالية ان يطيح الرئيس السوري بالعناصر و المجموعات العسكرية المتشددة المحسوبة عليه والتي قد تشكل خطرا اضافيا علي مكونات البلد و مستقبله،وان يقود انعطافا ايجابياً سياسيا غير متوقعا،قياسا لتعاطيه مع الحال السوري في الأشهر الستة الماضية ، لجهة احداث انفتاح سياسي شامل و القيام بمقتضيات الطابع التعددي الإثني والديني و المذهبي في سورية .
ما قد يعيب الرئيس الشرع بالفعل ، هو استمراره في ترسيخ المسار الخاطئ الذي ابتدأه في سورية في الفترة الماضية حيث بدا و كأنه يعيد هيكلة الدولة و مؤسساتها على قده الأيديولوجي وانه يقودها تبعا لمشروع سياسي ديني استحواذي وإقصائي لن يوصل سورية إلى حيث تتحقق كرامة إنسانها بتحقيقه حريته وامساكه بناصية المشاركة في صناعة حياته و تقرير مصيره ،