هل كان نظام الأسدية نظاما علويا ويمثل العلويين في سورية ؟

لا يمكن تبعا لمحددات عديدة اعتبار نظام الأسدية ، أبا وابناً، نظاما علويا او يمثل العلويين في سورية ، بل كان نظاما فرديا مطلقا و استبداديا ، نظاما أوتوقراطيا طغيانيا اتخذ من القومية العربية عنوانا لمشروعه السياسي و لم يتبنى يوما مشروعا يمثل الطائفة العلوية او يعبر عنها ،لم يحدث ان كان للعلويين السوريين مشروعا سياسيا مستمدا من هويتهم الدينية ، المنطق الروحي للعلويين يتناقض مع متطلبات السياسة ، هو ضد الدعوة و التبشير و التوسع الاجتماعي الذي تحتاجه السياسة و يتطلبه السياسي .، كما ان السلطة في زمن الأسدية لم تتكن لتنتقل على حامل الانتماء للطائفة ، بل انتقلت بعد وفاة الأسد الأول ، على حامل عائلته الصغيرة ،أبنائه فقط ،إلى الاسد الثاني ، و لم يتم توزيع أوجهها المتعددة في كلا المرحلتين تبعا لمحدد الطائفة أبدا .كانت سلطة الأسدية مجسدة في شخص الاسد الاب اولا و من ثم الاسد الابن ، ولم تكن مؤسسة تنهض على قواعد تتعلق بطائفة العلويين او بارادة تأخذ مشروعيتها من المتن الروحي او الأخلاقي او التاريخي المتعلق بها و لا حتى تبعا لمصلحة الطائفة ،ان علاقة الأسدين الاب و الابن اللذين حكما سورية طوال اربع و خمسين عاما بالعلويين السوريين كانت علاقة توظيف و استخدام من اجل بقائهما على سدة السلطة تماما مثل علاقتهما ببقية الطوائف السورية و ان اختلفت تمظهرات ذلك التوظيف بحسب حاجة ذلك النظام و بحسب اختلاف الخصائص الجمعية المعنوية و المادية لكل طائفة وانعكاس ذلك على تفاعلها الممكن و المناسب مع الإجتماع السياسي السوري في ظل الأسدية ،و هكذا كانت اهم أبنية السلطة الامنية و العسكرية من العلويين ، دون ان تمثلهم، ومع وجود وافر للسنة في هذه الأبنية و لبقية الطوائف و ان على نحو اقل و أضعف ،واهم أبنية السلطة الحكومية و البعثية من طائفة السنة مع وجود لبقية الطوائف الأخرى و ان على نحو اقل و أضعف ،على أن المنهجية التي تقيس توزع السلطة في مجتمع تبعا لتوزع الثروة فيه تقود دون ادنى شك إلى نفي الطابع العلوي للسلطة الأسدية ، فالعلويون السوريون لم يحصلوا على قدر من الثروة الموزعة في المجتمع السوري يسمح بالقول انهم يحوزون على السلطة ، بل على العكس تماما ،لقد بقت نسبة كبيرة منهم،بل وربما غالبيتهم ابان الحقبة الأسدية في وضع يغلب عليه الفقر و التهميش الاقتصادي .

و كخلاصة حاسمة ، دون رغبوية او توظيف سياسي او لي لعنق الحقيقة ، لا يمكن القول ابدا  ان نظام الاسد كان نظاما يمثل العلويبن او أن نظامه هو نظام للعلويبن ، هذا محض خطأ كامل ، لقد كان نظاما اسديا فرديا خالصا في حقبتيه.و ليس غير ذلك ..

مجلس الادارة السياسي

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate