آخر تطورات الساحل السوري..اشتباكات متواصلة وانقطاع بالخدمات
يستمر تدهور الأوضاع في مناطق بالساحل السوري، في ظل انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات في مناطق واسعة بريف اللاذقية، فيما تواصل قوات الإدارة الجديدة في البلاد مواجهاتها مع من وصفتهم بـ”فلول نظام الأسد”.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الأحد، إن قوات من وزارة الدفاع والأمن العام تصدت لهجوم “من فلول النظام البائد” على الشركة السورية للمحروقات في اللاذقية.
فيما وصلت تعزيزات أمنية من مناطق مختلفة إلى الساحل السوري، لدعم القوى الأمنية في المواجهات، التي لا تزال مستمرة في مناطق ريفية.
وفي هذا الصدد، أوضح نائب مدير منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فاروق حبيب، أنه “لا توجد أرقام دقيقة لضحايا الأحداث في الساحل، خاصة مع عدم تمكن فرق الدفاع المدني من الوصول لكافة المناطق بسبب الظروف الأمنية”.
ولفت حبيب في لقاء له إلى أن “معظم الحوادث جرت في مناطق لا تنتشر فيها فرق الدفاع المدني، أو الهلال الأحمر السوري”.
كما أشار إلى أن “الوضع حساس ومعقد، حيث لا تزال الاشتباكات دائرة في المناطق الريفية، مما يعيق وصول فرق الدفاع المدني”.
وتابع: “حتى الآن تعاملنا مع عشرات الحرائق في المنازل أو المحال التجارية، والعشرات من حالات الإسعاف الطارئ، ونقلنا جثث وأجلينا العديد من العائلات، خاصة في بانياس واللاذقية”.
فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إلى انقطاع خدمات الكهرباء ومياه الشرب عن مناطق واسعة في ريف اللاذقية، لليوم الثاني على التوالي، مما أدى إلى انقطاع الخدمات، سيما الاتصالات في بعض المناطق.
وأضاف أنه مع انقطاع الخدمات وتدهور الوضع الأمني “توقفت الأفران عن إنتاج الخبز، وأغلقت الأسواق التي كانت مقصدا للمسلحين والقوات الرديفة للأمن ووزارة الدفاع، مما تسبب في صعوبة تأمين الاحتياجات اليومية للعائلات”.
ونشر المرصد تقديرات حول أعداد الضحايا، حيث بلغ “عدد القتلى الإجمالي حتى مساء السبت 1018 شخص، بينهم 745 مدنيا تمت تصفيتهم وقتلهم بدم بارد في مجازر طائفية”.
وأضاف أن هناك “125 قتيلا من الأمن العام وعناصر وزارة الدفاع وقوات رديفة، بينهم 93 سوريا على الأقل. و148 مسلحا من فلول النظام السابق المتمردين، والموالين لهم من أبناء الساحل”.
وتعليقا على حصيلة القتلى، أكد حبيب أن الدفاع المدني لم يتمكن من رصد عدد دقيق للضحايا، موضحا: “نوثق الحالات التي نستجيب لها”.
وتابع: “بداية الأحداث جاءت حينما هاجم فلول النظام (الأسد) الحواجز الأمنية والمدنيين، ولاحقا وقعت انتهاكات على يد مجموعات دخلت إلى منطقة الساحل واستغلت الفوضى، للقيام بأعمال سلب ونهب وغيرها من الانتهاكات”.
ولفت إلى أنه “لم تكن هناك فرق من الدفاع المدني في مناطق هذه الحوادث”.
وفي تصريحات، فجر الأحد، حول الأوضاع في سوريا، قال رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن الأحداث التي تشهدها البلاد، وتحديدا في منطقة الساحل، هي “تحديات متوقعة”.
وشدد على “ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”، مضيفا: “قادرون على العيش سويا في هذا البلد بالقدر المستطاع”.
ويقطن الساحل الغربي لسوريا، معقل الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، أقليات مسيحية وإسماعيلية، في بلاد يشكل السنة غالبية سكانها.
واندلعت، الخميس، أعمال عنف بعد توترات استمرت أياما في منطقة اللاذقية، هي الأولى بهذه الحدة منذ سيطر تحالف فصائل مسلّحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، على الحكم في 8 ديسمبر.