قراءات في المشهد السوري
بادئ ذي بدء يجب أن نقر ان ماحصل في سوريا من تحول هو نتيجة ثورة قام بها الشعب السوري منذ عام ٢٠١١ استغرقت هذة الثورة أربعة عشر عام تكللت بسقوط نظام الاستبداد والطغيان
ولكن هناك حقائق يجب أن نضعها أمام أعيننا لكي لا يتم إعطاء الأمور تجاة أحادي وبالتالي سنحصل على تشوهات في فهم الحقائق
(نعطي مثال)
نجحت ثورة أكتوبر الإشتراكية في بلاد الروس عام ١٩١٧ وقبل نجاحها خاض الشعب الروسي معترك نظالي منذو عام ١٩٠٠ ولكن هل نجاح هذة الثورة تم كلة بجهود ثورة الشعب الروسي فقط….. هذا سؤال
من المعروف إن عام ١٩١٧ كانت الحرب العالمية الأولى وقد دخلت حكومة روسيا القيصرية الحرب ودخول روسيا الحرب كان العامل الذي فجر الوضع في روسيا حيث رفع حزب البلاشفة شعار السلام وطلب من الجنود الامتناع من الذهاب إلى الحرب وإلقاء السلاح وقد استجاب الجنود الروس لهذا النداء وحصلت حركة تمرد بالجيش أدت إلى
سقوط الحكومة القيصرية
وبالتال نخرج بخلاصة وهي( أن الحرب كانت العامل المباشر لسقوط النظام القيصري ولكن ثورة الشعب الروسي على مدى سبعة عشر عام كانت هي الشرط الضروري لنجاح الثورة
بالعودة إلى التحول الذي حصل في بلادنا سوريا يجب الإقرار أن هذا التحول تم في ظل ظرف إقليمي ودولي هذا الظرف هو الذي ساهم بسقوط النظام السوري في ٨ أكتوبر ولكن يجب عدم التعامل مع ثورة الشعب السوري على مدى أربعة ٦عام على انه حجر ارتكس في ماء بل كانت هذة الثورة(الشرط الضروري لقيام كل هذا التحول )
إن هذا الاستنتاج يحيلنا إلى أهمية التداخل الجدلي بين العاملين الموضوعي والذاتي لقد شكل الظرف الدولي والإقليمي العامل الموضوعي وثورة الشعب السوري على مدى ١٤ عام العامل الذاتي
ضمن هذة المقاربات يجب فهم ما حصل في سوريا
الثورة السورية هي ثورة جميع السوريين ولا يحق لأي جهة احتكارها وتنصيب نفسة وصي على أهلها
وهنا تأتي قيمة الديمقراطية كبيئة يجب توفيرها
لكي ينمو المجتمع السوري ويتعافى ويأخذ دورة التاريخي الذي افتقدة لفترة طويلة
في الجانب السياسي
إستطاعت هيئة تحرير الشام كحركة سياسية ثورية وأحد فصائل الثورة السورية التي أخذت على عاتقها إسقاط النظام إستطاعت قراءة المشهد السياسي بشكل دقيق قرأت موقف النظام العسكري والاقتصادي و السياسي وتحركت في الوقت المناسب وهذا يسمى بعرف السياسة والفكر
(إلتقاط اللحظة التاريخية المناسبة )
في الظرف الإقليمي الذي مر به النظام السوري
انطلق طوفان الأقصى في سبعة أكتوبر ٢٠٢٣كحركة عسكرية لحركة حماس وكانت هذة الحركة العسكرية محدودة مكانا وزمانا فالمكان هو غلاف غزة وزمن العملية أربع او خمس ساعات
العملية كانت نوعية اخترقت صفوف العدو واحدثت خسائر في صفوفة
ولكنها محدودة زمانيا ومكانيا
ردة الفعل على هذة العملية كانت لها نتائج على الصعيد الفلسطيني والصعيد اللبناني وعموم الشرق الأوسط
حاولت ما تسمى قوى المقاومة العمل على وحدة الساحات ولكنها لم تستطيع حيث كان هناك تدخل أمريكي واضح بمنع وحدة الساحات
١_اتسمت العملية بهجومية إسرائيلية قوية
٢_انكشاف ضعف ما يسمى خط المقاومة
٣_ تفكك هذا الخط
٤_ تخلي داعمية الدوليين عنة مثل روسيا وإيران
ضمن هذة الظروف
كانت عملية ردع العدوان التي التقطت كل هذة المعطيات وتحركت
في الظرف الدولي
مما لا شك فية إن الحرب العالمية الثانية أفرزت نظام دولي جديد أساس هذا النظام هو بروز المعسكر الشرقي بقيادة حلف وارسو والمعسكر الغربي بقيادة حلف الناتو وكان الصراع بين هذين المعسكرين هو الذي شكل سمة العصر في النصف الثاني من القرن العشرين ولكن في أواخر هذا القرن أنهار المعسكر الشرقي وتفكك حلف وارسو
إن انهيار المعسكر الشرقي ما هو إلا تعميق لأنتصار الغرب في الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقطب اوحد على الساحة الدولية
وقد إستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية فرض تفردها خلال ربع قرن بدون منازع ولكن في الآونة الأخيرة برزت قوى مثل روسيا والصين محاولة وضع حد لتفرد الأمريكي ومحاولة خلق نظام متعدد الأقطاب
الجانب الروسي تم توريطة بحرب أوكرانيا حيث انكشفت سوءتة وضعغة لينزل من قوة دولية إلى قوة إقليمية اما الصين لا زالت محتفظة بوضعها الإقتصادي محاولة الدخول في تحالفات وتكتلات إقتصادية ومحاولة فتح ممرات وكريدورات لتغلغل الإقتصادي فكان مشروع الحزام والطريق الذي بداتة عام ٢٠١٣
من خلال هذا الاستعراض نجد إن الحرب الإقتصادية مشتعلة بين الأقطاب الدولية ولكن تبين لنا إن موقع سوريا الجيوسياسي مهم جدا في سياق هذة المعمعة الدولية فهناك الكثير من المشاريع المهمة والتي كان النظام البائد يمانع قيامها مثل مشروع الغاز القطري الذي يمر بالسعوديه والاردن إلى سوربا وتركية و اوروبا الذي يجعل اوروبا تستغني عن الغاز الروسي و هناك الكثير من المشاريع المجمدة على شاكلة هذا المشروع…..هذا الوضع كان من العوامل التي ساهمت في استدارة العالم إلى سوريا إضافة إلى التغول الإيراني في سوريا و عموم الشرق الأوسط حيث بدأت إيران تحلم بأن تأخذ دور الإتحاد السوفييتي في المنطقة وبدأت تمارس نوع من الحرب الباردة على الصعيد الدولي فجاء سقوط النظام السورى ليعطي أول نتيجة وهى طرد أيران من المنطقة بكل مشاريعها و عودة سوريا إلى حظنها العربي وبدء محاولة الإستفادة من موقعها الجيوسياسي ويبشر البدء بتفعيل كل هذة المشاريع التي جمدها الن وعلى هذا تأتي قيمة الثورة السورية كثورة شرق أوسطية أعادت لشرق الأوسط دورة الحضاري التاريخى وأعادت الأمل بنهوض هذا الشرق لكسب دورة الريادي الذي افتقدة لفترة طويلة من الزمن
عندما نتحدث عن النظام الدولي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية نجد أن هذا النظام أعطى سوريا دور لا يناسب حجمها التاريخي وهذا الدور هو أن تكون سوريا مربط دولي ضمن ثلاثة مرابط دولية الأول في إسرائيل والثاني في السعودية والثالث فى سوريا حيث آخذة سوريا دور المربط الأمني وبسقوط النظام السوري البائد تكون سوريا تحررت من هذا الدور ولن تستطيع المنظومة الدولية استعادة هذا الدور وبالتالي إن أحد أبعاد الثورة السورية والتغيير الذي حصل هو بعد دولي وهذا يفسر ذلك التوجة الدولي إلى سوريا
عضو مجلس الإدارة السياسي و ممثل حزب المشترك في شمال و شرق سوريا ـإبراهيم الثلاج