حول تطورات الوضع السوري في الأسبوع الرابع لاسقاط نظام الطغيان في سورية ..بيان حزب الحداثة

بعد دخول الوضع السوري أسبوعه الرابع على سقوط نظام الطاغية الفار بشار الاسد ، و بعد التوجه لضبط التعليم تبعا للمنطق الإيديولوجي الذي يسم تنظيم هيئة تحرير الشام ، في ظل استمرار التأخر  في معالجة ملف الانتهاكات “الفردية”  الذي اخذ بالتضخم  الى الحد الذي قد يراه فيه سوريون كثر في اطار آخر تماما ، وإثر الإحباط الذي بدأ يتسلل إلى وعي السوريين الذين أشعلوا الثورة و تحملوا أعباء وقوفهم في وجه نظام طاغية منفلت عن أي قيم تحترم الإنسان و حقوقه ، يؤكد حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ما يلي : 

١ـ ادانة و ضرورة لجم اي اعتداء يمارسه اي فرد او جهة او فصيل يحسب نفسه على الثورة ،ضد اي فرد او عائلة او مجموعة بذريعة ان هؤلاء ينتمون الى بيئة داعمة للنظام ..الخ ..و اعتبار ذلك عملا اجراميا  لا ينتمي الى مبادئ الثورة السورية العظيمة بل يصب في جهة من يسعى الى تلويثها والسير بها ضد ارادة الشعب السوري حينما ثار على طغيان و استبداد نظام  المخلوع بشار الاسد .

٢ـ ان التعديل الذي أقرته وزارة التربية و التعليم في حكومة تصريف الأعمال والتي تمثل هيئة تحرير الشام ،هو تطور لا يمكن اعتباره إلا مؤشراً على إرادة الهيمنة على صناعة الوعي العام في البلاد بما يتعارض مع ابسط مسلمات العلوم التطبيقية و الإنسانية وبما ينسجم مع فكر و ايديولوجية طرف يحتل تبعا لمنطق الغلبة موقع السلطة في سورية .

٣- بمعزل عن حقيقة حصول اعتداءات على أضرحة و مقدسات دينية تخص انتماء ديني و مذهبي بعينه في سورية ،من عدمه .. ان الاعتداء على المقدسات الدينية التي تحتل مكانة روحية لدى مساحات اجتماعية واسعة في سورية ، انما هو اعتداء على روح  و جوهر الوجود لدى من يؤمن بها و يقدسها لا يمكن التقليل من شأنه ابدا و ينبغي الحؤول دون حصوله بكل الوساائل ، فما هو روحي و مقدس عند سوري واحد يجب ان يكون مقدسا باسم القانون و الدولة في سورية .

٤- ان نظام الاسدية البائد هو نظام الحق الأذى و الخراب و الموت واصاب حياة السوريين جميعا في مقتل  ، سنة و علويين ،عربا و كردا ومن كافة المكونات الاثنية و الدينية و المذهبية ، لقد كان نظاما لا يمت للعلمانية بصلة ،حافظ عبر كل مواقفه و سياساته على الطائفية في البلاد وعمل ضد التنوير فيها ، فعكس عبر ذلك تعدد الطريقة التي يفهم فيها السوري علاقته مع السماء الى مواقف وتحديدات له في السياسة و المجتمع قام بتوظيفها لمصلحته و ان ادت الى ما ادت من تهشيم عميق للوحدة النفسية و المادية التي يجب ان يشعر فيها مواطنو دولة واحدة. وتبعا لهذا الفهم لا تقتلع الاسدية من جذورها في سورية الا باقتلاع جوهر سياساتها في سورية ، بالمزيد من الديمقراطية ، ببناء مجتمع تعددي لا استئثار فيه و لا استبعاد ، بالمضي قدما نحو مصالحة وطنية على قاعدة ربما هي أثمن و اكثر علوا و أصوب أخلاقية من العدالة في وضع مثل الوضع السوري .. على قاعدة الحقيقة والصفح و المصالحة ، 

٥- ان الدور الثوري الذي قامت به هيئة تحرير الشام و المراجعات التي قامت بها والتي تظهر  على الاقل من خلال سياساتها و خطابها السياسي تتطلب نحو ترسيخها اضافة الي الكف عن محاولات خلق وعي عام مواتي لما تعتقد به ،إشراك قوى سورية ديمقراطية في حكومة تصريف الاعمال لتساهم في ادارة الوضع الحالي و في الاعداد للمرحلة الانتقالية وكافة خطوات اعادة بناء و ترميم الدولة و دستورها و مؤسساتها .

٦- ان الحوار الذي جرى بين قسد و الهيئة في دمشق و الإعلان عن التحضير لجولات حوار جديدة ، يعد بحد ذاته موشر نجاح ضروري ينبغي المضي به قدما و تحويله إلى نجاح فعلي يحقق لسورية و شعبها هدفي الحرية و الكرامة اللذان أشعل السوريون ثورتهم رهانا عليهما ، وهو ما لا يمكن ان يتحول الى واقع الا من خلال ممارسة سياسية تحقق للسوريين وطنا علمانيا ديمقراطيا تعدديا وعبر العناية بسورية و مصالح شعبها  بعيدا  عن هيمنة و ارادة دول  ايا يكن حجمها و تأثيرها الاقليمي .

٧ـ ان القول بضرورة حل الأحزاب السياسية في سياق الحديث عن حل الأجسام و الاطر التي تأسست من أجل ادارة ملف الثورة السياسي و العسكري و المضي به نحو إسقاط النظام ، هو موقف يخلط بين تلك الأطر التي يمكن ان تكون ذات طابع مؤقت متعلق باسقاط النظام و بين احزاب تحمل مشاريع سياسية و سقوف قيمية تأسست قبل الثورة بسنوات طويلة تعبيرا عن حاجة المجتمع السوري لخطاباتها السياسي و رؤاها و مشاريعها ، أحزاب عملت من أجل إسقاط النظام ليس بالمعنى المباشر و القصير للكلمة و انما بالمعنى الذي يصل بسورية إلى حيث تتحقق في فضائها العام الحرية و العدالة والمساواة و الرفاه والتحقق لجميع مكونات و أبناء شعبها ،و إلى حيث تشارك سورية و شعبها في انتاج حضارة إنسانية كونية متقدمة علميا و انسانيا ، ماديا و معنويا .

مجلس الادارة السياسي

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

في الثاني من شهر كانون الثاني من عام ٢٠٢٥

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate