بعيد ايام من انتصار الثورة السورية العظيمة …بيان حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
بعد نضال مرير و فاتورة بشرية ومادية ووطنية باهظة ، سقط نظام الاسدية في سورية ،وهرب رأسه المجرم بشار الاسد حاملا العار على كاهليه ، و استفاقت البلاد على نبأ هروبه الذي طالما انتظره ملايين الشعب السوري ،منذ اشتعال الثورة السورية العظيمة في اذار من عام ٢٠١١ . و بعد مضي عدة ايام على هزيمة نظام الاستبداد وهروب رئيسه بشكل مذل ، يعلن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ما يلي :
١- انه و منذ تأسيسه الاول في جامعة حلب عام ١٩٩٦ لم يوارب قط في مناهضته للاستبداد وظل يعارض نظام الاسد الاب و الابن المستبد ، سرا و علنا ، بأشكال متعددة و بكل الوسائل المتاحة في الداخل و الخارج ، حتى سقوطه ، وقد كان احد الذين دعو للتظاهرات السلمية التي اشعلت الثورة السورية عام ٢٠١١ تلك التي شارك فيها من موقعه و عبر كل المتاحات التي توفرها ممارسته للعمل السياسي السلمي المعارض.وبقي وفيا و امينا لمبادئها ،يتبنى شعاراتها و يعمل تبعا لرهاناتها حتى الان و سيبقى كذلك ما بقي و بقيت سورية .
٢- ان سقوط النظام السوري المجسد بهروب رأسه وانهيار جيشه و ما تلا ذلك من اطلاق لالاف من المعتقلين السياسيين لهو تحقق للثورة السورية في اكثر استحقاقاتها مباشرة و الحاحا .
٣- لا تتحقق الثورة السورية في البعد الشامل و الواسع للكلمة الا بتحقيق حرية و كرامة الشعب السوري عبر قيام دولة علمانية ديمقراطية ، الديمقراطية فيها لا تختزل في العملية الانتخابية بل تعبر عنها منظومة قيم شاملة تقع بالقلب منها ثقافة حقوق الانسان ، دولة تعتبر الحريات الدينية جزءا اساسيا من الحريات العامة ،
٤- يرحب بالتغيير الكبير الذي اظهرته القوى العسكرية التي اسقطت النظام و ألحقت الهزيمة بجيشه, لا سيما هيئة تحرير الشام ، ويؤكد ان التجاوز و اعادة هيكلة الذات السياسية امر ممكن الحصول عند الافراد و التنظيمات على حد سواء ، و ليس الخطاب السياسي والمسلك العسكري المسؤول الذي بدر عنها منذ الساعات الأولى لإطلاق عملياتها العسكرية ، الا مؤشرا على مرحلة جديدة تعيشها الهيئة ، ويؤكد ان رسوخ هذا التغيير يحتاج الى وقت طويل و آثار متراكمة و ملائمة ، يقع في مقدمتها اطلاق المعتقلين السياسيين الذين تحتجزهم في ادلب ، و تصل في محصلتها و فحواها الى حيث اطلاق عملية سياسية لا استئثار فيها و لا سطوة على الحقل العام .
٥- قلقه من حصول بعض التجاوزات التي حصلت في الايام القليلة الماضية ، من قبيل مضايقة بعض غير المحجبات من المواطنات السوريات والضغط عليهن لجهة ارتدائهن لباسا معينا خلافا لارادتهن ، بالاضافة الى اشارات اخرى لا تصب في اتجاه صون حرية الموطن السوري وكرامته .
٦- مناهضته النزوع ،الذي تظهر بعض آثاره ،نحو اضفاء اي بعد ديني سياسي على الحقل العام وشكل الدولة ، تنزيها للديني وحفاظا على مسافة واحدة من مختلف السوريين متعددي الانتماءات الدينية و المذهبية .
٧- ان موقف الحزب المختلف من القضية الكردية في سورية ومن تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية القائمة على التحالف و الدعم ، انما تستند الى تراث رواده و مؤسسيه الذين لم يتلوثوا يوما بالخطاب القومي العربي البعثي المتعصب ، ذلك الذي استمر في انكاره للمكونات السورية الاخرى خصوصا المكون الكردي.
٨- دعوته لحوار وطني مباشر و شامل بين قوى الادارة الذاتية الديمقراطية و عموم القوى الديمقراطية المعارضة وبين القوى التي أجهزت على النظام المجرم وأسقطته .حوار يؤسس لاعتراف بالطابع التعددي للبلاد و بتجربة الادارة الذاتية الديمقراطية و لشكل الحل في البلاد الذي يتمسك بسورية وطنا موحدا لجميع مكوناته ، حوارا يشكل في مضمونه و آثاره منصة لاطلاق عملية تحول سياسي ديمقراطي لا استئثار فيه و لا اقصاء.
المجد للثورة السورية العظيمة …الحداثة و الديمقراطية لسورية .
مجلس الادارة السياسي
حزب الحداثة و الديمقراطية
في الحادي العشر من شهر كانون الاول من عام ٢٠٢٤