حزب الحداثة و الديمقراطية …. بيان

في انفجار حدثي طالت حممه كافة ابعاد المشهد السوري ،اجتاحت هيئة تحرير الشام متحالفة مع قوى و فصائل عميلة لتركيا ، مدينة حلب و اريافها و ارياف و قرى في محافظة ادلب واخرى في محافظة حماه ، وحازتها دون مقاومة تذكر من جيش النظام و حلفائه ، في مشهد اذهل السوريين كما  المعنيين بالشأن السوري و المهتمين به ،

و حيث لا يزال  السوريون يدفعون اثمانا باهظة منذ ان قرروا  الخلاص من استبداد الاسدية في اذار من عام ٢٠١١ ، تشكل الاحداث الاخيرة  الخطوط العامة لمرحلة هي من اصعب المراحل قياسا لتلك التي عاشها السوري مذاك ، فيها تتداخل الصراعات وتشتبك الوجهات و تختلط الرهانات و الارادات وتتعدد الاوجه للاحداث و للاطراف في ان معا ، فحين يهزم جيش النظام على يد جهات هي على الحقيقة اما متطرفة و تكفيرية او عميلة و رثة ، تطفو على السطح مشاعر سورية يختلط فيها الفرح بالتوجس و الخوف و الخيبة ،فهم في اللحظة التي يتخلصون فيها من اسدية فسدت و افسدت ، قتلت و دمرت و خربت ، اصابت البلاد في مقتل ، تخيم على وجودهم هيمنة لقوى لا تؤمن بالانسان و حقوقه ، تزدري الديمقراطية وقيمها ، تفرز العالم الى مؤمن و كافر ، الى تركي خير و غير تركي ضال وارهابي ، قوى تعتبر المرأة كينونة  يتكثف فيها العيب و النقص و الحرام …ليظلون تبعا لذلك موضوع ضحية مستدام لاستبداد يغير وجهه و جلده و نكهته .

و لمزيد من التحديد و الوضوح يلخص حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية موقفه ويسجل قراءته لتلك المستجدات الخطيرة   وفقا لما يلي  : 

ـ ان امتناع النظام عن المضي في التعاطي مع القرار الدولي ٢٢٥٤ واعاقته لعملية الانتقال السياسي المحددة وفقه  ورفضه الدائم لاليات الحوار السوري واعتماده على الدعم الخارجي في مواجهة استحقاقات داخلية هي العوامل التي شكلت مدخلا موضوعيا و مباشرا للتطور العسكري الاخير الذي قد يشكل بدوره مدخلا للمزيد من تقويض اسس الحياة في سورية .

ـ في ظل القصف الجوي والتهيئة لهجوم مضاد من قبل النظام و حلفائه، تحمل الايام و الاسابيع القادمة  لسورية و السوريين  شحنات عنف كثيفة و اوجاع و متاعب و خسائر بشرية ومادية و عمرانية وثقافية كبيرة و صعبة .الامر الذي يفاقم من الدم ويزيد من الخراب ويعظم من فاتورة الثورة السورية التي ارادت الخلاص من القمع و الاستبداد .

ـ لعل احد الايجابيات القليلة التي قد يفرزها التطور الاخير  انما يتمثل في اعادة الوضع السوري الى دائرة الاهتمام الدولي ويزيد من ايقاع و سرعة و اهمية تطبيق قرار مجلس الامن ٢٢٥٤ الذي يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ سورية ينتهي بموجبها الصراع الحالي وتنتهي معه الاسدية المستبدة كنظام وحيد لانتاج مختلف ابعاد الحياة في سورية .

– رغم ان هزيمة النظام في كل خط و مرحلة امر يؤجج الامل لدى السوري بمستقبل ديمقراطي لسورية و هو ما حصل جزئيا ومرحليا في سياق هذه المستجدات ، الا ان الجهات التي دخلت حلب وحازتها من النظام مع بقية المناطق ليست الا حالات استبدادية لا تقل سوءا ،فيما  تمثل و تقول و تفعل و تؤمن، عن استبداد النظام  و اجرامه ،فهؤلاء و ان حملوا علم الثورة السورية الا انهم لا يمثلون على الحقيقة الا موجتها  المضادة  التي ينبغي مقاومتها و مناهضتها .

-ان الدولة التركية التي لا تلوي في سورية إلا على الهيمنة و لا تحارب فيها إلا القوى المؤمنة بالتعددية وإرادة العيش المشترك ، هي الطرف الذي سمح و نسق لعملية ردع العدوان و هي الطرف الذي أشرف ودعم ووجه وتبنى عملية فجر الحرية ، وليست مساهمتها العلنية  في تغيير معادلات القوة العسكرية وخرائط الهيمنة في سورية إلا آية تدلل على رغبتها في صناعة مستقبل البلاد  بما ينسجم مع مصالحها ، و ليس تبعا لما يقرره و يريده السوريون ، و ليس و الحال هذه لجميع السوريين الممثليين الفعليين للثورة السورية و قيمها إلا العمل بالضد من ارادة التركي ، والانخراط في مواجهة شاملة مع خططه وأدواته .

ـ إن المجتمع الدولي الذي عزز بانقسامه دوام الحال السوري الصعب مراوحا في مكانه هو الذي يجب ان يتدخل لايقاف الحرب والدفع باتجاه تحول ديمقراطي ممنهج وفقا لقرار مجلس الامن ٢٢٥٤ يحقق للسوريين ارادتهم و يصون حياتهم و كرامتهم .

ـ ان تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية بما شيدته من سقوف قيمية جديدة وبما اوجدته من مؤسسات سياسية و مدنية و مجتمعية ، هي النموذج الذي يتطلع اليه السوري المؤمن بالتعددية والاعتراف بالاخر ، بالديمقراطية و احترام حقوق الانسان ، هذه التجربة هي ما يجب ان يدافع عنها السوري حيثما تواجد ، و بكل الوسائل المتاحة .وما يجب ان يعتبرها المجتمع الدولي أسا يضمن نجاح التحول الديمقراطي، ووجهة و انموذجا يقتلع العنف و يقوض اسسه في سورية و مستقبلها .

ان حزب الحداثة و الديمقراطية واذ يدعو السوريين بمكوناتهم المختلفة ،في مناطق الادارة الذاتية، الالتزام بقراءة و موقف مؤسساتها و قواها مما يحدث بسورية لا سيما الاحداث الاخيرة ،يهيب بهم ان يعوا ان نجاح تجربة الادارة الذاتية هي الضمان الوحيد لاستيلاد اسس السلام والحرية و العدالة و الحداثة و الديمقراطية في سورية وان  الدفاع عنها في وجه من يستهدفها محليا و اقليميا ، هو دفاع مشروع عن أمل السوري بحياة آمنة تحقق له رفاهه وحريته  وكرامته.

مجلس الادارة السياسي 

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

في الثالث من كانون الاول لعام ٢٠٢٤ 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate