تخفيف التواجد الإيراني في اللاذقية.. حقيقة أم مناورة؟

عادت حركة الملاحة البحرية، السبت الفائت، إلى العمل في ميناء اللاذقية بعد 10 أيام على الضربة الإسرائيلية الثانية له في ذات الشهر، والتي ولدت خمسة انفجارات هزت المدينة الساحلية. 

العودة إلى العمل بأوامر جديدة

ويعد ميناء اللاذقية على البحر المتوسط ​​هو الميناء الرئيسي للبلاد، الذي تتدفق من خلاله المواد الغذائية والإمدادات الحيوية الأخرى إلى سوريا، وهو قريب من القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في حميم.

وكشفت مصادر في فوج الإطفاء التاسع، بمدينة اللاذقية، أن الحركة البحرية للسفن عادت بشكل جيد، مع وجود أوامر جديدة صدرت من الإدارة التنفيذية للميناء عقب الاستهداف الإسرائيلي الأخير.

وحول فحوى هذه القرارات، قالت المصادر ، إن القيادة نوهت إلى طريقتين لاستقبال السفن الإيرانية التي تحمل شحنات لا يتم توضيح محتواها لإدارة الميناء. حيث سيتم استقبالها ولكن سيتم تفريغها مباشرة بمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات نهارا من زمن وصول الباخرة.

وحول الشحنات النفطية أو التجارية التي تأتي من طهران، فأوضحت المصادر، أن إدارة الميناء خصصت لها هناجر (مستودعات لتخزين الحاويات)، على أطراف الميناء كانت مهجورة منذ انخفاض الحركة التجارية في الميناء.

على أي وتر يلعب الأسد؟

ويرى المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، أن قرارات الأسد لا تقدم شيئا للبلد، حيث قال: “في الوقت نفسه الاقتصاد منهار، البلد منهارة، ولا آمن في البلاد ولا استقرار، ولا يوجد أي أفق لأي حلول تقدم. والوضع المعيشي الناس تموت من الجوع. في ظل هذا النظام المقاوم الممانع. التقت هنا المصالح مجددا. طبعا وكلاهما يحاولان العوم على موجة الصعود الروسي”.

وأوضح عبد الواحد، أن الرئيس السوري، بشار الأسد والإيرانيين يبحثون لأنفسهم عن موقع في التطورات الجديدة. ولا توجد لديه سوى خيارات لإسكات الرأي العام المحلي سوى الإعلان عن محور جديد للمقاومة.

ومن جهته، يعتقد المحلل السياسي، بسام القوتلي، خلال تصريح له، أن التغلغل الإيراني في سوريا عميق جدا ولا يمكن أن يسمح بأي تغيير فعلي لمصلحة جهات عربية أو غير عربية ترغب بتغيير هذا الواقع. وإمكانية تهديد إسرائيل بشكل مباشر من لبنان وسوريا وغزة مهم. حتى تتمكن إيران من امتلاك السلاح النووي ولن تتخلى إيران عن هذه الورقة.

روسيا لا تحرك ساكنا

ويرى عبد الواحد، أن دخول فنزويلا على خط الأزمة السورية عبر إرسال سفن لها. ما هو إلا “سعي من الأسد والإيرانيين للإعلان عن نفسهم كقوة. عبر تصريحات تحمل ضمنا وليس عمليا بأن هناك رغبة بتوسيع الحلف الذي يثير مخاوف إسرائيل. وهي رسالة للروس أيضا بأننا سنعمل على إزعاج حليفكم الإسرائيلي”.

وبينما تتجنب روسيا تأكيد تنفيذ إسرائيل للضربة. قالت في تصريحات سابقة إن مثل هذه الهجمات “مقلقة للغاية” بالنسبة لسوريا بعد عقد من الصراع. حيث صرح نائب ممثل روسيا في الأمم المتحدة ، دميتري بوليانسكي، أنه “لا نعتقد أن أي وضع من هذا النوع يساهم في استقرار الشرق الأوسط أو الوضع في سوريا”.

وقال للصحفيين، “نحن لا نخفي أبدا أننا لا نوافق على مثل هذا السلوك”، مضيفا أن روسيا ستعالج المخاوف بشكل ثنائي مع إسرائيل.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية، قد نفذت في 7 كانون الأول/ديسمبر، ضربة استهدفت شحنة أسلحة إيرانية في اللاذقية. هي الأولى لها على الميناء منذ اندلاع الحرب. ثم اتبعتها باستهداف آخر في الـ28 من ذات الشهر بغارة أخرى. في حين أن نادرا ما تعلق إسرائيل على الضربات الفردية التي تنفذها داخل الأراضي السورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate